أكد الدكتور مدحت خليل استشارى أمراض الجهاز الهضمى والكبد والتغذية العلاجية، أن الكثيرين يعتقدون أن ارتفاع الكوليسترول يؤدى فقط إلى تصلب الشرايين وزيادة مخاطر الإصابة بامراض القلب والأزمات القلبية والسكتة الدماغية، إلا أن الحقيقة تشير إليها الدراسات الحديثة، حيث أكدت العلاقة بين ارتفاع الكوليسترول وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان ونمو خلايا السرطان وانتشارها.
كما أكدت الدراسات الحديثة، أن ارتفاع مستويات الكوليسترول الجيدHDL تلعب دورًا هامًا فى الإقلال من مخاطر الإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى دوره الهام فى نقل الكوليسترول من الدم إلى الكبد والإقلال من خطورة الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وفى دراسة نشرت خلال الشهر الجارى فى مجلة الجمعية الأمريكية للباثولوجيا أشارت إلى وجود علاقة عكسية بين ارتفاع مستويات الكوليسترول الجيدHDL ومخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء Bowel cancer.
اعتمدت الدراسة على قاعدة بيانات لبرنامج بحثى اشتمل على أكثر من نصف مليون شخص فى حوالى 10 دول أوروبية لدراسة العلاقة المزدوجة بين السرطان والغذاء، حيث قام الباحثون بمقارنة القياسات المعملية والبيانات الخاصة بأكثر من 1200 مصاب بسرطان الأمعاء والمستقيم وعدد مماثل من الأصحاء فى نفس المراحل العمرية والنوع.
وأكدت النتائج، أن ارتفاع مستوى الكوليسترول الجيد HDL وأحد مكوناته المعروف علميًا باسم Apo-A بالدم تتناسب عكسيًا مع مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء، لكنها لا تتناسب مع مخاطر الإصابة بسرطان المستقيم.
وقد أكدت الأرقام الإحصائية، أن خطورة الإصابة بسرطان الأمعاء تنخفض بمقدار 22% لكل ارتفاع فى قياس الكوليسترول الجيد HDL بمقدار 16 مجم لكل ديسلتر من الدم، وتنخفض خطورة الإصابة بمقدار 18% لكل ارتفاع فى قياس Apo-A بمقدار 32 مجم لكل ديسلتر من الدم.
وأكد الباحثون، أن انخفاض الكوليسترول الجيد يرتبط بارتفاع نسبة بروتينات تتسبب فى إحداث سلسة من التفاعلات الالتهابية ينتج عنها تغيرات سرطانية بالخلايا، وفى المقابل يؤدى ارتفاع الكوليسترول الجيد إلى زيادة إفراز أنواع أخرى من البروتينات مسئولة عن مقاومة الالتهابات المسببة لحدوث السرطان.
وفى تقرير نشر خلال يونيو من العام الماضى فى مجلة الجمعية الأمريكية لأمراض القلب اشتمل على تحليل نتائج 24 دراسة تناولت العلاقة بين ارتفاع مستويات الكوليسترول الجيدHDL والوقاية من أمراض القلب والسرطان، أكد الباحثون وجود علاقة عكسية بين ارتفاع الكوليسترول الجيد ومخاطر الإصابة بالسرطان.
فقد أكدت نتائج الدراسات، أن خطورة الإصابة بالسرطان تنخفض بنسبة 34% لكل ارتفاع فى مستوى الكوليسترول الجيد HDL بمقدار 10 مجم لكل ديسلتر من الدم، وذلك بعد استبعاد عوامل السن والجنس ومقياس كتلة الجسم والتدخين ومستوى الكوليسترول الضار LDL وغيرها من عوامل الخطورة المسببة لحدوث السرطان.
وأرجح الباحثون الدور الوقائى للكوليسترول الجيد كونه عاملًا مضادًا للتأكسد يحمى الخلايا من التدمير الناتج عن الجهد التأكسدى Oxidative stress المتسبب فى حدوث تغيرات سرطانية بالخلايا، بالإضافة إلى تنشيط جهاز المناعة بالجسم للوقاية من السرطان.
جدير بالذكر أن العديد من الدراسات السابقة أشارت إلى العلاقة بين زيادة مخاطر الإصابة بأورام البروستاتا والإكثار من تناول الدهون المشبعة فى النظام الغذائى الغربى، كما أكدت دراسات تحليل الأنسجة تراكم كميات كبيرة من الكوليسترول فى أنسجة أورام البروستاتا.
لذلك أكد الباحثون، أن إنقاص الكوليسترول من خلال النظام الغذائى أو ممارسة الرياضة والحركة أو تناول عقاقير آمنة لخفض الكوليسترول بالدم يحمل المزيد من الفوائد، ومنها الإقلال من مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا، بالإضافة إلى الحد من نمو وانتشار الورم السرطانى فى حالة حدوثه.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع